المتحولون ... فكريا !
د. حمزة زوبع
على طريقة التحول الجنسي التي قام بها البعض ممن يحملون هرمونات الأنوثة جنبا إلى جنب مع هرمونات الذكورة ( الضعيفة ) قام بعض الساسة والمفكرين (!) وكتاب الأعمدة ومقدمي البرامج الحوارية ورؤساء التحرير ( رحمة بهم ) بإجراء عمليات التحول الفكري لتكون كتاباتهم وتعليقاتهم ومشاركاتهم الفضائية مضبوطة على مقاس متطلبات ثورة 25 يناير، صحيح أنه تحول ظاهره أنه ايجابي ولكنه تحول " عقيم " لأنه هؤلاء المتحولون كتب عليهم أن يبقوا أبد الدهر " أنصاف رجال وأنصاف نساء "
صحيح قد يكون التحول مطلوب وايجابي ولكن وكما رفض شباب الثورة جميع تحولات الرئيس المخلوع مبارك والتي جاءت في سبعة عشر يوما لأنهم لم يكونوا ليصدقوا أن رجلا قضى في الحكم ثلاثين عاما ولم يغير مواقفه التي اصطدمت بمشاعر الشعب وأحاسيسه ، فنحن أيضا لا يمكننا أن نصدق هؤلاء المتحولين الذين تحولوا في الساعة الأخيرة من بعد صلاة مغرب يوم الجمعة المباركة يوم أعلن نائب الرئيس المخلوع بيانه في ثلاثين ثانية !
كان أشرف لهؤلاء التحولين أن يستقيلوا ويعلنوا أنهم ليسوا رجال المرحلة ولكنهم وعلى طريقة التحول الجنسي تحولوا من "رجال"المرحلة القديمة إلى " أنصاف رجال " المرحلة الجديدة ... ما أتعس هؤلاء وما أشقاهم !
الرجولة الحقة أن تستمر فيما تؤمن به لو كنت حقا مؤمنا به.
الرجولة الحقة أن تعلن للناس أنك من الآن فصاعدا سوف تنضم إلى صفوف معارضي الثورة لأنك لا تؤمن بها ولا " بشوية العيال " الذين قاموا بها كما كنت تقول يوما ما .
الرجولة الحقة أن تقولها بملء الفم ، لست رجل المرحلة الجديدة ولا أصلح لها ، لقد أخطأت وعلي أن أترك الميدان.
الرجولة الحقة أن تقول أنك أخطأت وأنك تقبل بالعقوبة وبما يرتضيه الشعب والقوانين ...
الرجولة الحقة أن تعتذر إلى الشعب المصري
أنت تنظر في المرآة وتسأل نفسك :
لماذا أتحول وهل أنا راض عن نفسي وانا أبدو " مسخا "
أن تنظر في وجوه من حولك
زوجتك وأولادك الذين خذلتهم وأصبحت في عيونهم " نصف رجل ".
ليست الرجولة أن تلحق بقطار الثورة وتدعي البطولة وتمارس دورك في الدجل والشعوذة من جديد.
ليست الرجولة أن تطلع علينا عبر كل القنوات لتقول أنك كنت معارضا للنظام " من الباطن " وأنك مع الثورة من قبل أن يولد هؤلاء الشباب ...
ليست الرجولة أن تبكي وتسرد لنا قصصا وهمية عن بطولاتك واعتراضاتك وأرائك المناوئة للنظام وتستشهد في ذلك ببعض أركان النظام الذين تركوه بعد أن حلت عليهم لعنة الجماهير.
ليست الرجولة في الانحناء " نصف انحناءة " انتظارا لما سوف تسفر عنه الأمور فإن كانت ثورة فأنت من الثوار " الأخفياء " وإن كانت قبضة النظام أقوى فأنت " من الأوفياء للنظام "
الرجولة أن تقول الكلمة وتتركها في عقبك ولا تنظر خلفك و لا تعير اهتماما بخصمك لأنك أقوى منه بكثير ... وليست الرجولة أن تتردد وأن تعيد التفكير مرات ومرات انتظارا لذهب المعز وخوفا من سيفه ...
الذين تحولوا فكريا طابور طويل سوف يطل علينا عبر هذه القناة وتلك الفضائية ومن خلال مقابلات ومقالات يمدحون فيها الثورة وشبابها وسيكتبون عن وائل غنيم والإخوان وأسامة الغزالي حرب و البرادعي كما لم يكتب من قبل كاتب وكما لم يبدع من قبل أديب .
المتجولون فكريا فقدوا " رجولتهم " و" شرفهم " وعليهم أن يغتسلوا بماء التوبة ، ويمسحوا خطيئتهم بالتماس " عفو الشعب " وألا يكتبوا عن الثورة ولا يمجدوها ولا يمتدحونها بعد اليوم فهذه الثورة الشريفة لا يمكنها أن تقبل أن يُقبِّل يدها أناس لطالما أذلوا أنوفهم وقبلوا أيادي وأرجل من كان يقهر شعبه ليل نهار .
على المتحولين فكريا أن يسكنوا بيوتهم
ويمسكوا عليهم ألسنتهم
وأن يقلعوا عن " آفة " الكتابة المسمومة
وأن يعيدوا النظر فيما تبقى لهم من عمر افتراضي ( فكري وسياسي ) حتى لا يستمروا في وهمهم ويصدقوا أنفسهم بأنهم كانوا فعلا من الثوار .
آخر السطر
"مصر النهاردة " أحلى من غير الجنرالات
و" محور" الشر قالت لازم
نرمم المسارات
و"الجمهورية" الثانية صاحبها
فاق من غفوته
وامتح الثورة
بأجمل الكلمات
و"أخبار اليوم" غير اخبار امبارح
شكلها بقى " مودرن "
من غير كلامها الجارح
و ست الحسن " روزا " ربنا " جبر " بخاطرها
وجابت " المصور " في " آخر ساعة "
لجل ياخد لهم كلهم
اجمل اللقطات
صحيح ال" كمال" لله وحده
لكن سبحان مغير" الأهرام" ات
د. حمزة زوبع
على طريقة التحول الجنسي التي قام بها البعض ممن يحملون هرمونات الأنوثة جنبا إلى جنب مع هرمونات الذكورة ( الضعيفة ) قام بعض الساسة والمفكرين (!) وكتاب الأعمدة ومقدمي البرامج الحوارية ورؤساء التحرير ( رحمة بهم ) بإجراء عمليات التحول الفكري لتكون كتاباتهم وتعليقاتهم ومشاركاتهم الفضائية مضبوطة على مقاس متطلبات ثورة 25 يناير، صحيح أنه تحول ظاهره أنه ايجابي ولكنه تحول " عقيم " لأنه هؤلاء المتحولون كتب عليهم أن يبقوا أبد الدهر " أنصاف رجال وأنصاف نساء "
صحيح قد يكون التحول مطلوب وايجابي ولكن وكما رفض شباب الثورة جميع تحولات الرئيس المخلوع مبارك والتي جاءت في سبعة عشر يوما لأنهم لم يكونوا ليصدقوا أن رجلا قضى في الحكم ثلاثين عاما ولم يغير مواقفه التي اصطدمت بمشاعر الشعب وأحاسيسه ، فنحن أيضا لا يمكننا أن نصدق هؤلاء المتحولين الذين تحولوا في الساعة الأخيرة من بعد صلاة مغرب يوم الجمعة المباركة يوم أعلن نائب الرئيس المخلوع بيانه في ثلاثين ثانية !
كان أشرف لهؤلاء التحولين أن يستقيلوا ويعلنوا أنهم ليسوا رجال المرحلة ولكنهم وعلى طريقة التحول الجنسي تحولوا من "رجال"المرحلة القديمة إلى " أنصاف رجال " المرحلة الجديدة ... ما أتعس هؤلاء وما أشقاهم !
الرجولة الحقة أن تستمر فيما تؤمن به لو كنت حقا مؤمنا به.
الرجولة الحقة أن تعلن للناس أنك من الآن فصاعدا سوف تنضم إلى صفوف معارضي الثورة لأنك لا تؤمن بها ولا " بشوية العيال " الذين قاموا بها كما كنت تقول يوما ما .
الرجولة الحقة أن تقولها بملء الفم ، لست رجل المرحلة الجديدة ولا أصلح لها ، لقد أخطأت وعلي أن أترك الميدان.
الرجولة الحقة أن تقول أنك أخطأت وأنك تقبل بالعقوبة وبما يرتضيه الشعب والقوانين ...
الرجولة الحقة أن تعتذر إلى الشعب المصري
أنت تنظر في المرآة وتسأل نفسك :
لماذا أتحول وهل أنا راض عن نفسي وانا أبدو " مسخا "
أن تنظر في وجوه من حولك
زوجتك وأولادك الذين خذلتهم وأصبحت في عيونهم " نصف رجل ".
ليست الرجولة أن تلحق بقطار الثورة وتدعي البطولة وتمارس دورك في الدجل والشعوذة من جديد.
ليست الرجولة أن تطلع علينا عبر كل القنوات لتقول أنك كنت معارضا للنظام " من الباطن " وأنك مع الثورة من قبل أن يولد هؤلاء الشباب ...
ليست الرجولة أن تبكي وتسرد لنا قصصا وهمية عن بطولاتك واعتراضاتك وأرائك المناوئة للنظام وتستشهد في ذلك ببعض أركان النظام الذين تركوه بعد أن حلت عليهم لعنة الجماهير.
ليست الرجولة في الانحناء " نصف انحناءة " انتظارا لما سوف تسفر عنه الأمور فإن كانت ثورة فأنت من الثوار " الأخفياء " وإن كانت قبضة النظام أقوى فأنت " من الأوفياء للنظام "
الرجولة أن تقول الكلمة وتتركها في عقبك ولا تنظر خلفك و لا تعير اهتماما بخصمك لأنك أقوى منه بكثير ... وليست الرجولة أن تتردد وأن تعيد التفكير مرات ومرات انتظارا لذهب المعز وخوفا من سيفه ...
الذين تحولوا فكريا طابور طويل سوف يطل علينا عبر هذه القناة وتلك الفضائية ومن خلال مقابلات ومقالات يمدحون فيها الثورة وشبابها وسيكتبون عن وائل غنيم والإخوان وأسامة الغزالي حرب و البرادعي كما لم يكتب من قبل كاتب وكما لم يبدع من قبل أديب .
المتجولون فكريا فقدوا " رجولتهم " و" شرفهم " وعليهم أن يغتسلوا بماء التوبة ، ويمسحوا خطيئتهم بالتماس " عفو الشعب " وألا يكتبوا عن الثورة ولا يمجدوها ولا يمتدحونها بعد اليوم فهذه الثورة الشريفة لا يمكنها أن تقبل أن يُقبِّل يدها أناس لطالما أذلوا أنوفهم وقبلوا أيادي وأرجل من كان يقهر شعبه ليل نهار .
على المتحولين فكريا أن يسكنوا بيوتهم
ويمسكوا عليهم ألسنتهم
وأن يقلعوا عن " آفة " الكتابة المسمومة
وأن يعيدوا النظر فيما تبقى لهم من عمر افتراضي ( فكري وسياسي ) حتى لا يستمروا في وهمهم ويصدقوا أنفسهم بأنهم كانوا فعلا من الثوار .
آخر السطر
"مصر النهاردة " أحلى من غير الجنرالات
و" محور" الشر قالت لازم
نرمم المسارات
و"الجمهورية" الثانية صاحبها
فاق من غفوته
وامتح الثورة
بأجمل الكلمات
و"أخبار اليوم" غير اخبار امبارح
شكلها بقى " مودرن "
من غير كلامها الجارح
و ست الحسن " روزا " ربنا " جبر " بخاطرها
وجابت " المصور " في " آخر ساعة "
لجل ياخد لهم كلهم
اجمل اللقطات
صحيح ال" كمال" لله وحده
لكن سبحان مغير" الأهرام" ات