مقال لم ينشر -في اليوم السابع - حتى اليوم
الشعب يريد " اسكات "جنرالات الإعلام !
د. حمزة زوبع
أوشك الرئيس مبارك على الرحيل بفعل الثورة وبفعل إرادة الشباب ، ورحل عز وهلال وشهاب ورشيد وجرانة والمغربي والشريف وجمال مبارك ... وحده بقي أنس الفقي وجهاز تلفزيونه ومعه أركان حربه الجنرال أسامة الشيخ وقادة أفرع التثديم الإعلامي من مقدمي نشرات أو بيانات أو حوارات مثل خيري رمضان وتامر أمين كعنوان رئيسي على بقاء النظام وإن رحلت بعض رموزه ...
الرئيس تنازل !!! وقرر عدم الترشح ، وتنازل وعين نائبا !!! وتنازل وعين وزارة طرد منها رجال الأعمال وتلفزيون الفقي وتامر وخيري لا يزالون يصرون على تقديم نفس الوجبة المسمومة والمشمومة التي اعتادوا عليها على مدار السنين الماضية .. نفس الطريقة ونفس الاستعلاء ونفس العبارات ونفس الضيوف ونفس الموسيقا ونفس الديكور.. حتى أنني صرخت هاتقا ( الشعب يريد اسكات التلفزيون )
اسكتوا هؤلاء الببغاوات الذين يتشدقون بالحرية وهم أسوأ من عرفتهم البشرية من ديكتاتوريات وإن لم يكونوا في سدة الحكم ، اسكتوا هؤلاء الذين يريدون بيع " دم " الشهداء والجرحي ببعض التنازلات الرخيصة ...
اسكتوهم أو اسألوهم أن يفتحوا ملفات فساد الوزراء الذين كانوا ضيوفا عليهم بل كانوا يشعروننا بأنهم اصدقاء ( انتيم ) حتى أن بعضهم قال لوزير مخلوع ذات مرة " معلش معالي الوزير احنا بنضحك بس عندي أسئلة محرجة ؟؟هاهاأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ
وزراء السلطة أو وزراء لجنة السياسات كانوا ضيوفا شبه دائمين على برنامج ( مصر النهاردة ) من سيحاسب تامر وخيري على كم الفساد الذي تم تسويقه ، ولماذا ندفع لهؤلاء رواتب خيالية ليبيعوا لنا الوهم والكذب والخداع ألم يكونوا شركاء مع الحزب وأمن الدولة فيما وصلت اليه الأمور ... هؤلاء يجب أن يحاكموا قبل خلع السيد الرئيس !
عيب في حق مصر الثورة والتي نالت إعجاب العالم ثم يأتي هؤلاء ليشوهوها ويشوهونا بأفكارهم وبرامجهم وحواراتهم وضيوفهم الذين عفا عليهم الزمن ، هذا ليس اعلام وقد كتبت قبل ذلك وللأسف حجبت بعض المقالات لأن البعض كان يتصور أنها ( شديدة حبتين ) خصوصا على الأخوة في برنامج " مصر النهاردة "
طبعا من الممكن والجائز أن يستضيف الأخ خيري أو الأستاذ تامر أحد المعارضين ليثبت لنا أن أجواء التغيير قد بدأت ، هذا ليس كافيا لأن تامر وخيري ظلوا لعقد كامل يحرمون المعارضة الحقيقية من الظهور بل يسخرون منها صبح مساء ، واليوم يمكن أن ينفتحوا عليها ومطلوب منا أن نصدق أنهم تغيروا وأصبحوا فجأة ديمقراطيين ومنفتحين على الطرف الآخر ...
كنت أتوقع من جنرالات التلفزيون أن يستقيلوا واستبشرت خيرا لما سمعت خبر استقالة اللامع محمود سعد وفرحت حين سرت شائعة استقالة أسامة الشيخ ولكن كالعادة خاب ظني فيهم جميعا ويبدو أن الكراسي أهم من الأوطان وأن كرامة الشعوب لا تساوي شيئا عند هؤلاء ....
ولأنهم لم يستقيلوا طواعية فأعتقد أنهم سوق يضطرون إلى ذلك اضطرارا وربما يسمعون مع صرخات المتظاهرين في ميدان التحرير من يهتف فيهم قائلا " الشعب يريد اسكات جنرالات الإعلام "
آخر السطر
فيه ناس بتفهم
وناس لا مؤاخذة فهمها تقيل
وفيه ناس بتسمع
وناس ودنها من طين
وفيه ناس تحسبها ملايكة
وهي على الأرض ماشية
ولما تركب الكرسي
يصبحوا ملاعين .. وعجبي