ضحكت .. ثم ماتت !
( في رثاء أمي – رحمة الله عليها )
إيه يا أيام الصبا
حين كانت تسأل أساتذتي عني
وتعاتبني على نصف درجة
سقط في الاختبارات مني !
كانت تدعو لي صبح مساء
وكانت تلح في الدعاء
كانت همزة الوصل
بيني وبين السماء !
____________________________________________
بقدر بُعدِ المسافات التي كانت تفصل بيننا
كان الحب كبيرا
وكان الوُدُ متصلا
لم أشعر يوما أنها بعيدة عني
كانت في القلب تسكن
وفي نن عيني
كانت قريبة جدا مني
كنت أناجيها فتسمعني
وفي البعد اسمع صدى كلماتها
كأنها تكلمني !
___________________________________________
نادى المنادي ... حان وقت الوداع
اتصلت بها
في الطريق أنا اليك يا ( أعز الحبايب)
انتظريني
انتظرتني !
رأيتها ... فسُرَّ وجهها وضحكتْ
أنارت ضحكتها زوايا الغرفة
هرْولتُ اليها أُقَبَّلُ يديها ورأسها
أخذتني في حضنها
كأنها كانت تتنظرني !
ماذا أقول
وفي عينيها رأيتُ علامات الرضا
وعلى قَسَمات وجهها ( السمح )
شاهدت علامات القبول !
ماذا أقول
__________________________________________
حول سريرها
اجتمع كل المحبين
وكأنما حضرت الملائكة
وتحلقت حول فراشها
عمت السكينة
وخشعت الأصوات
وعجز اللسان عن الكلام
لم تجزع لمرضها
لازمت الحمد والشكر
على الدوام !
___________________________________________
حين حانت لحظة الفراق
أمسكت بيدها الكريمة
واتكأت على كتف أخي الوحيد
ردَّدتِ الشهادتين بصوت رقراق
ثم تمتمت بحمد لله
وخرجت الروح في لمح البصر
خروج العاشق المشتاق
عم المكان خشوع غير مسبوق
وانطلقت الدموع تنعيها
والألسنة تلهج بالدعاء تارة
وبالمغفرة تارة أخرى
كانت لحظات صدق
خالية من النفاق !
______________________________________________
سؤال تردد في صدري
متى أراها تارة أخرى!
وصوت منادٍ يُحلِّقُ فوق قبرها
يقترب مني
يهمس في أذني
في الفردوس تسكنُ
وفي الجنة مقامها
ألم تعلم
بأن الجنة تحت اقدامها !
__________________________________________
ماذا اقول
فكل قول وإن كان عظيما
قد يتوارى خجلا ...
حين أذكر أمي
رحمة الله عليك يا أمي
آخر السطر
كل نفس ذائقة الموت ...
لا خوف ولا فزع من لقاء الله
هكذا كانت تردد أمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق