الاثنين، ٢٥ أكتوبر ٢٠١٠

مقال آخر خضع "للتجميل" قبل نشره أمس الاثنين 25 اكتوبر 2010 في جريدة اليوم السابع - انظر الجزء المظلل والذي تم حذفه من المقال المنشور


" يمّه ...  الاخوان ع الباب "

د.حمزة زوبع
تابع المقال المنشور على الرابط التالي 


يمكنني أن أعد لك عزيزي القاريء هنا في هذا المكان عشرات الأخطاء التي ارتكبها الاخوان المسلمون على مدار مسيرتهم منذ نشأة الجماعة في عشرينيات القرن الماضي وحتى اليوم ويمكنني أن أتقدم بكتاب لا أول له ولا آخر عن أخطاء المعارضة ورموزها سواء تلك التي تمارس معارضة حقيقية أو معارضة شكلية ديكورية تظهر في المواسم الرسمية ، وكل من يتعرض للعمل السياسي والعمل العام معرض للخطأ والوقوع في الخطيئة – ان شئت – ولكن كل هذه الأخطاء لا تعادل خطيئة واحدة من خطايا السلطة ممثلة في الحزب الوطني ودوائر الحكم الظاهرة والخفية ،  فتراجع مصر وتخلفها وانتشار الفساد ورواجه واهانة المواطن واذلاله كلها أمور تتجاوز بكثير ما يمكن تحمله وتقبله كبني آدميين لنا حق الحياة بصورة كريمة في وطن لا يخلو من مصادر الثروة وعلى رأسها الثروة البشرية التي يعايرنا بها المسئولون ليل نهار .

و العدل والمنطق لابد أن يفرضا نفسيهما على أي كاتب أو محلل سياسي حين يطاوعه قلبه وعقله ليبدأ رحلة الكتابة عن فصيل ما وإن اختلف معه و اشتدت الخصومة فالفيصل هو الأداء وليس العاطفة ، والعبرة بالمشاهدات لا بالنيات ... لذا فإنني أعجب أيما عجب على قوم من بني جلدتنا يحاسبون الناس على نياتهم فتسمع من يقول " لو وصل البرادعي الى سدة الحكم فهذا يعني أنه سيلغي المادة الثانية من الدستور " و آخر على شاكلتهم يدعون أن العكس هو الصحيح فإذا "وصل البرادعي فسيصل على أكتاف الاخوان المسلمين" وهنا سيتعزز دور الشريعة وسوف "تطير الرقاب في الهواء" كما تطير كرة الجولف في ملاعب الجولف الفخمة ... وسوف "تتلاشى الحريات" وسوف" يجلد الناس" و" يعلق المسيحيون على أعواد المشانق" وسوف "تغلق دور السينما والمسارح" وتتحول الفضائيات الى بكائيات ... هذه هي الاسطوانة الجاهزة والمعروفة والتي قال بها غيرهم في أوقات سابقة فمضى الزمان وانتقل بعض هؤلاء الى الرفيق الأعلى وبقيت مصر وكل المخلصين شهود عدول على أن  الزبد يذهب جفاء وما ينفع الناس فيمكث في الأرض
إذن عاد موسم رجم الاخوان من جديد وعادت ريمة الديمقراطية لعادتها " الديكتاتورية " القديمة ... يفهم المرء أن السلطة في خصومة مع الاخوان لأسباب لا تخفى على أحد وهي خصومة تتعلق بالحكم تحديدا ، ولكن ما لا أفهمه هو هذه القائمة المعتادة من كتاب المواسم الانتخابية وشيوخ القنوات الفضائية وبقايا الشيوعيين ومن أقصى اليسار إلى أقصى اليمين من باعة الكبدة والآيس كريم مرورا بباعة الكتب والمجلدات وملازم الامتحانات والمؤلفات المفروضة فرضا على الطلبة والطالبات وكتاب صحف لا يقرؤها أحد وأسألوا المخازن التي تنوء بحمل " المرتجعات" .
 هذه القائمة تظهر في موسم الانتخابات لتقص على مسامعنا " موال " الاخوان خطر على الدولة والسلطة وعلينا وعلى كل الكائنات الحية التي تسعى والتي لا تسعى من نفس عينة بعض هؤلاء المحترمين  وربما يغنون أغنية فايزة أحمد " يمه الاخوان ع الباب " يمه أناديهم والا أحط كلاب يقطعوا فيهم  يمه "  
والله لا أفهم لماذا يضطر البعض ممن  يفترض أن له وضعية متميزة في المجتمع إلى الانحناء بهذه الطريقة المخزية مع أنني على 

يقين أن السلطة قد تكون طلبت منه انحناءة خفيفة فإذا به ينحني انحناءة قوية اثباتا للولاء عبر بوابة الهجوم على الاخوان !  

 يمكنك أن تنحني للعاصفة فهذا منطق العقل والحكمة لكن أن تنحني بلا عاصفة فأي منطق هذا سوى اختلال العقل وعدم اتزان الفكر وسوء التقدير ...

ولكن ماذا تقول فيمن تعود على الانحناء ومارس خفض الرأس فتراه يخفضها حتى وهو في سيارته يعبر تحت أحد الكباري خشية أن تصطدم بالكوبري ... 
ماذا أقول ... 
لا تنحني أكثر من اللزوم ...
 فربما تنحني فلا تستطيع أن تقوم
 
آخر السطر
أعرف أن البعض لديه مخاوف حقيقية وأنه يتعين على الاخوان أن يقدموا اجابات على أسئلة مازالت عالقة ولكن كل هذا لا يبرر الهجوم الموسمي الذي يمنح السلطة بكل مساوئها صك البراءة ويتهم المعارضة والاخوان باتهامات هو أول من يعلم أن معظمها صنع في مصر تحت بير السلم !!!