السبت، ٢٩ يناير ٢٠١١

مذكرات ثورة الغضب

           خطة اختطاف ثورة الغضب !



لايمكن لعاقل أن يتجاهل حقيقة التغييرات التي اجراها الرئيس مبارك وهي تغييرات تنم عن عقلية عسكرية فلطالما رأى الرئيس مبارك أن الشعوب العربية لا يصلح معها إلا حاكم عسكري " لأنها شعوب جبارة "

لكن في العمق لا بد أن نفهم أن امريكا تقف وراء استراتيجية التغيير وإن لم يتم اختيار الاشخاص الذين رأتهم ضرورة وجودهم ، فالأخبار تتحدث عن سامي عنان رئيس اركان الجيش المصري الذي استدعي من أمريكا وقطع زيارته ورأت التوقعات أن فرصته في خلافة مبارك عالية جدا ولكن ما حدث أن الذي تم تعيينه في المنصب هو عمر سليمان الرجل الذي يتمتع بعلاقة قوية مع امريكا واسرائيل وهو الذي يدير ملف القضية الفلسطينية والجميع يعلم كيف يديره !

أيضا تم تعيين الفريق احمد شفيق رجل القوات الجوية ووزير الطيران المدني وهو رجل مشهود له بالكفاءة والنزاهة وهو من رجالات  مبارك في السلطة  .

إذن التغييرات تمت بطريقة لتكتيف الثورة وعسكرتها ووضع الشعب امام خيار واحد هو الرضوخ لقوة الجيش بدلا من قوة الشرطة وهذا يعني أن استراتيجية اخراج مبارك من السلطة صيغت بطريقة شيطانية تحول دون استفادة الشعب وتحويل مجرى الانتصار لصالح قيادات عسكرية حتما ليس لها تاريخ في العمل السياسي و لاخبرة لها بالعمل العام .

هذا السيناريو يتواكب مع غياب الأمن واختفاءه بالكلية حتى رجل الشرطة البسيط لم يعد له وجود ، كما تم حرق مقار الشرطة بفعل فاعل لكي يستلم الجيش الوضع في حالة مزرية وبالتالي يكون له الحق في اعادة النظام والاستقرار واعتبار هذا الأمر اولوية مقدمة على الديمقراطية والحرية والعدل وعلينا أن ننتظر عودة الاستقرار وهذا امر يمكن للجيش أن يماطل في تحقيقه حتى ترسخ اقدامه وينسى الناس مطالبهم بدعوى أن الوطن يحترق وعلينا العمل سويا بعيدا عن السياسة والديمقراطية ..

باختصار هذا السيناريو هو ردة للوراء وعودة للخلف وطمسا لانجازات الشعب وقفزا على ثورته ...

مذكرات ثورة الغضب

            عمر سليمان نائب  أم رئيس !
ا

في خطوة أخرى تعتبر تراجعا عن مواقفه السابقة وتعد في نظر الكثيرين خطوة أنهت الى الأبد ملف التوريث تم تعيين عمر سليمان نائبا للرئيس وقد بدا الرئيس منهكا أثناء تأدية عمر سليمان لليمين الدستورية . 


تأتي هذه الخطوة بعد أن لاحظ الجميع أن الجيش لا يزال يتعامل باحترام مع المتظاهرين بل لا يزال يسمح لهم بالتظاهر رغم خرق مواعيد حظر التجوال المقررة وهو ما يعني أن الجيش لم يحسم امره في التعامل مع المتظاهرين في موضوع استخدام القوة ومنعهم من التظاهر لحين حسم الخلاف بين السلطة والجيش والشرطة التي فرت وأرادت ( تدبيس ) الجيش في الصراع مع المتظاهرين . 


عمر سليمان قادم من المخابرات المصرية وهي جهة لها احترامها وتقديرها على مستوى المثقفين وليس على مستوى الشعب . 
الدلالة المهمة في الأمر أن الرئيس مبارك خضع جزئيا لطلبات الشعب بابعاد ابنه وتعيين نائبا له وان التنازلات ستستمر حتى يرحل واعتقد ان رحيله مسألة وقت . 

الدلالة الأخرى ان أمريكا والغرب لم يريدا للرئيس أن يخرج ويترك مصير مصر في يد المتظاهرين أو قوى المعارضة التي سيكون بمقدورها حسم الأمور بعد ذلك ، لذا فتعيين عمر سليمان يعطي اشارة ايجابية لمريكا واسرائيل خصوصا أن عمر له علاقات قوية مع الدولتين . 

الدلالة الأخرى هي أن ربما ارادت امريكا الالتفاف حول الثورة واجهاضها لحين قراءة الوضع السياسي في المرحلة المقبلة . 

ماذا يمكن لعمر سليمان أن يفعل ؟ 
 اعتقد أن بامكانه أن يصبح رئيسا مؤقتا يتحول تدريجيا الى رئيس توافقي لفترة من الوقت لحين اعادة تشكيل الخريطة السياسية في مصر على مدار ثلاث او خمس سنوات. 

واعتقد ان مهمة عمر سليمان ستكون اصعب لو استمر مبارك في السلطة لأنه من السهولة أن يتم حرقه بوضعه في موقف صعب مع الشرطة المتمردة والجيش المتأهب والذي يحمل على عاتقه أمن مصر في هذا التوقيت . 



يوميات ثورة الغضب

                    الرئيس لم يقل شيئا  !



بعد مرور أكثر من 96 ساعة على انتفاضة الشباب أو ثورة الغضب يوم الثلاثاء الموافق 25 يناير - يوم عيد الشرطة وفي منتصف ليل الجمعة وبعد أن أصبحت أخبار الثورة مدوية في كافة انحاء المعمورة أطل الرئيس المصري - المستقر - على شعبه معلنا أنه سيقيل الحكومة بعد أن اعترف انها نفذت اوامره بحفظ النظام وهو اعتراف ضريح ربما يحاكم عليه لأن الشرطة تصرفت بعنف غير مسبوق وقتل قرابة متظاهر ... 

مبارك وعد كعادته بكثير من الأمور منها احترام احكام القضاء لكنه وعلى مدار ثلاثين عاما كان يقول الشيء ويفعل عكسه لكن هذه المرة ربما لايسعفه الوقت حتى ينفذ ما يعتقد انه قادر على تنفيذه رغم علم الجميع انه لن يفعل . 

أهم الملاحظات على خطاب الرئيس 

من ناحية المضمون : 

- لم يتحدث عن نزول الجيش ولا فرض حالة الطواريء 
- لم يعتذر عن جرائم الشرطة واهاناتها للشعب  
- لم يعد بفتح تحقيق حول المذبحة التي قامت بها الشرطة 
- لم يأت على ذكر المعارضة ولا المصالحة مع شعبه 
- لم يذكر أي شيء عن الحزب الوطني  وعلاقته به 
- لم يأت على ذكر اخفاقات النظام طوال ثلاثين عاما 
- لم يأت على ذكر الانتخابات الأخيرة وما حدث فيها من  تزوير فاضح 


من ناحية الشكل 
  1. - كان الرئيس منهكا ومتعبا 
  2. - كان المكياج اكثر من اللازم 
  3. - لم يفتح عينيه في مواجهة الكاميرا كما لو كان غير قادر على فعل ذلك 
  4. - كان الخطاب قصيرا وصيغ بلغة منتقاة يمكن ترجمتها الى اللغة الانجليزية كما لو كان مكتوبا للغرب قبل ان يتم كتابته باللغة العربية 
  5. - تكرار لعبارات سابقة 
  6. - لغة التحدي المهزوز 
  7. - استخدم عبارات  تتحدث عن المستقبل مثل سوف 
  8. اكد أنه يعي ما يطالب به المتظاهرون ( نفس عبارة زين العابدين بن علي )  

 من ناحية التوقيت 
  1.    جاء متأخرا جدا 
  2.  جاء بعد انسحاب الشرطة 
  3.   جاء بعد نشر قوات من الجيش 
  4. جاء بعد تصريحات هيلاري كلينتون والمتحدث باسم البيت الابيض 
  5.  جاء بعدها حديث اوباما ليطالب الرئيس باحترام ما تقدم به من وعود 
  6. جاءت والمتظاهرون في وسط القاهرة 
تعليقات على الخطاب 
- هذا الخطاب كتب لمناسبة أخرى اعتقد انه كتب لعيد العمال وليس مناسبا للظرف الراهن ( ايمن نور )
- خطاب مدير شركة وليس رئيس دولة ( مأمون فندي ) 
- الكلام دا فات أوانه عليه أن يرحل ( جورج اسحق )  



مذكرات ثورة الغضب

            عمرو موسى يحذر من الالتفاف على مطالب الشعب 



في مقابلة مع الجزيرة حذر عمرو موسى من الالتفاف حول مطالب الشعب التي كانت واضحة وشاهدها وسمعها الجميع من المتظاهرين .

هذه هي المرة الأولى التي يعلق عمرو موسى على الأوضاع في مصر بمثل هذه القوة .


مذكرات ثورة الغضب

  هل ستكون هذه هي الطلعة الجوية الأخيرة  ؟



غياب  كامل للمسئولين  عن المشهد السياسي
وهروب الشرطة من الميادين 
وفرض حظر التجوال
ونزول الجيش
واغلاق المطار 
وانتظار طال لساعات من اجل سماعة كلمة الرئيس الذي لم يظهر 
وأنباء مؤكدة عن هروب قيادات كبيرة ورجال أعمال 
هل هذا يعني أن هذه هي الطلعة الجوية الأخيرة للرئيس ورفاقه ؟ 

ربما !