الأحد، ٢٠ فبراير ٢٠١١

مذكرات ثورة الغضب - البرفيسور والاخوان

                          البروفيسور والاخوان
                                                                       د.حمزة زوبع

تعليقا على مقال الدكتور عبد المنعم سعيد ( مرشح الاخوان المسلمين )


انتصرت الثورة وحدثت التحولات وستتوالى المفاجآت ولكن مفاجأة البروفيسور سعيد تختلف تماما عن مفاجأته التي كتبها في مقاله ( المفاجأة الكبرى ) والذي قمت بالتعليق عليه في مقال نشره اليوم السابع بعنوان ( مفاجآت البروفيسور سعيد ) بتاريخ 5 ديسمبر 2011



قبل يومين كتب البروفيسور سعيد مقالا بعنوان ( مرشح الإخوان المسلمين ) طبعا من غير المحظورة ولا المكسورة ولا غير الشرعية .. وهذا تحول كبير أتمنى أن يدوم ويطول ويستمر كعنوان للمرحلة المقبلة التي لا يجب أن يستثنى منها أحد ولا يقصى فيها فصيل حتى ولو كان فصيل الحزب الوطني الديمقراطي !


البروفيسور سعيد ألمح إلى قوة الإخوان وتواجدهم وحصولهم على مقاعد في البرلمان الذي لم يشأ أن يصمه بالمزور – لعل وعسى – وطالبهم بترشيح من يرونه مناسبا للمنافسة على مقعد الرئاسة وذلك حتى يظهر للعالم حقيقة ما يريدون وقال بكلمات واضحة (نتيجة القلق إذن أن المقايضة غير مقبولة ما بين تنحي الإخوان عن تقديم مرشح‏,‏ وما بين الالتفاف حول الدولة المدنية‏,‏ وملاعبة المرشحين الآخرين بلا برنامج سياسي‏,‏ أو تبني مرشح بعينه يدين إذا فاز بفوزه للإخوان كما حدث من قبل في النقابات المهنية‏.‏ وبصراحة‏,‏ وطالما أن الإخوان لم تعد جماعة محظورة فإن عليها أن ترفع الحظر عن أفكارها وتضع التزامها السياسي ومرشحها أمام الرأي العام لكي يجري عليهما التصويت كما سوف يحدث مع كل الأحزاب والمرشحين والبرامج الأخرى‏.‏ مرحبا بالإخوان في ساحة فيها كل الأضواء الكاشفة‏!!.‏"


ودعوني اعترف أنني أتفق مع البروفيسور سعيد في مطالبه وما ذهب إليه ، فالإخوان اليوم غير الإخوان أمس تماما كما أن مصر اليوم تختلف نهائيا عن مصر أمس ، ولكنني أختلف معه في أن سوء الظن ليس دائما من حسن الفطن ، وأنه يتعين عليه أن يقدم رؤية أو تحليلا سياسيا موضوعيا لا يقوم على الشك والريبة والتربص وافتراض السوء في الآخرين .






ففي تصوري المتواضع أن الإخوان المسلمين أرادوا بتصريحاتهم التي رددوها وكرروها تهدئة خواطر كثيرين لا يزالون يرون أنهم يسعون للسيطرة على السلطة والحكم ، وهذا ما كان مبارك ورجاله و- البروفيسور منهم – يسوقه للداخل الخارج عبر فزاعة الإخوان الذين إذا وصلوا إلى السلطة فلن يتركوها أبدا ، لذا فإن بيان الإخوان المسلمين حول عدم ترشحهم للرئاسة وعدم تطلعهم لنيل أغلبية برلمانية هو رسالة واضحة لكل من يفهم أو يريد أن يفهم أنهم – أي الإخوان المسلمين " يضعون مصلحة الوطن قبل مصالح مؤسستهم " و" أنهم يفكرون بضمير جمعي مشترك وليس بعقل فردي منغلق " هكذا أفهم ما قاله الإخوان المسلمون وأحيي فيهم هذه الخطوة التي لا تعبر عن مكر و الدهاء ولا محاولة التفاف على الشرعية والدولة المدنية .


ثم أين هي الدولة المدنية يا بروفيسور ؟


أين المؤسسات ؟


وأين ما كنتم تسوقونه ليل نهار ؟


لقد اتضح للجميع أن مصر كانت دولة مبارك ورجاله وبعض أنصاره واليوم وبفضل الثورة تبحث مصر عن نفسها وسط أشلاء الاستبداد ومخلفات القهر والحزب الواحد.


الأضواء الكاشفة التي يطالب بها عبد المنعم سعيد مطلوبة وكانت مطلوبة أكثر أيام كان حزبه في السلطة ولكن الجميع يعلم أن حزبه خلاها " ضلمة" تليفونات وتلفزيونات وانترنت " من أجل أن يعمل آلته المتوحشة في متظاهرين أبرياء بحجة أنهم إخوان مسلمين – أليس كذلك يا بروفيسور !


أتمنى أن يطلق عبد المنعم سعيد أضواءه الكاشفة على مؤسسة الأهرام ويعيد تنظيم صفوفها كمؤسسة قومية يسمح فيها للجميع بالتعبير عن رأيه الحر ، ويسمح فيها للعاملين فيها بأن يعرفوا حقيقة ما يدور فيها من أحداث .


ومع ذلك فلنفتح صفحة جديدة تقوم على أن مصر فوق الجميع وأن الناس سواسية وأنه لا أحد يمنح الآخرين صك الوطنية أو يختم عليهم بخاتم الخيانة والعمالة .






آخر السطر


لو كنت مكان الإخوان المسلمين لأعلنت على الفور مبادئ الحزب الجديد وفتحت باب المشاركة الشعبية باعتباره حزبا مصريا يعبر عن جموع الشعب المصري ويسعى لتلبية طموحاتها في عالم جديد ومختلف وثائر !!