الأحد، ٧ نوفمبر ٢٠١٠

تلفزيون تامر

                               الانتخابات وتلفزيون " تامر"



                                    د. حمزة زوبع



ليست كما الحال في الأسواق تقام وتنفض، ربح فيها من ربح وخسر فيها من خسر ، هناك دائما في سوق الانتخابات رابحون على طول الخط .... وأخص بالذكر عالم الصحافة والاعلام ففيه "سبوبة" كبيرة ولقمة "طرية" لكثيرين ممن حرموا نعمة الظهور الاعلامي على مدار العام والعامين وأكثر .



اليوم عادوا ومعهم نفس العبارات القديمة لم يتغير شيء اللهم نوع البدلات التي يرتدونها والنظارات التي تزين وجوه بعضهم والأقلام الفخمة التي يشيرون بها أو الساعات الذهبية التي يعرضونها على الشاشة وهم يلوحون معترضين على المذيع أو الضيف الآخر ( إن كان هناك ضيف آخر ) ، البعض تخلى عن الكرافته مسايرا الموضة والبعض الآخر ظهرت على وجهه ملامح تقدم السن ، وكثيرون منهم تشعر وهم يتحدثون أنهم قادمون من سهرة أفقدتهم وعيهم أو بعض وعيهم .



عادت الفرقة الدبلوماسية المبرمجة بعبارات من نوع " الحزب الوطني له انجاز ملموس على الأرض " وهذا لا شك فيه ولاريب ! اضافة الى العبارة الشهيرة "تنفيذ برنامج السيد الرئيس مبارك " الذي تم بالطبع تنفيذه بالكامل ومن فرط النجاح قد يقول أحدهم أن نسبة تحقيق البرنامج تجاوزت ال 120 % لأن استنساخ النجاح أمر مطلوب !

نفس النغمة ونفس العبارات ولاجديد اللهم قول أحدهم "لدينا برنامج مركزي وآخر لكل مرشح " لتقديم الخدمات من خلال الحكومة يعني بالبلدي " نواب الحزب أصبحوا مندوبين الحكومة " وهذه هي الديمقراطية وسلم لي على السياسة !

ستجد عزيزي القارئ وجوها محددة وأسماء بعينها تخرج عبر قناة الجزيرة والعربية أما تلفزيون " تامر " أي تلفزيون جمهورية مصر العربية فلن يخلو في ليلة من الليالي من ضيف من ضيوف الحزب الوطني المرشحين للانتخابات أو أعضاء لجنة السياسات وبالطبع ستجد المذيع غاية في الوداعة وقد يقوم المذيع عضو اللجنة الاعلامية للحزب بالدفاع عن برنامج الحزب والنيل من المعارضة وتحديها بأن تقدم برنامجا " ما يخرش الميه " مثل برنامج الحزب ...



تلفزيون "تامر " أصبح جزء من أجندة الحزب الوطني فهو يستخدمه تارة بحجة أن الضيوف وزراء ومسئولين – رغم أن بعضهم مرشحون – وتارة يستخدمهم كمحللين ومعلقين ، وعلى استحياء يستضيف بعض الكتاب ممن لهم أراء مستقلة لكنها غير معارضة للحزب وإلا فلن يظهروا أبدا ولن يرأسوا تحرير أي مطبوعة ولو كانت نسبة توزيعها صفر ولكن رواتبها ثلاثة أو اربعة ارقام .



تلفزيون "تامر" يمنع بالطبع اعلانات حزب الوفد وأي حزب آخر حتى ولو كانت اعلانات لتشجيع المواطنين على التصويت والمشاركة السياسية وفضيحة اعلانات الوفد لا يمكن أن تبررها تصريحات م. أسامة الشيخ بأن "الاعلانات لابد أن تمر عبر أنبوبة لجنة الانتخابات" التي لا يعرف أحد أين مكانها.

إذن أدخل الوفد في دوامة لن يخرج منها لأنه استخدم شعار "آن الآوان يا بلدنا " تماما كما فُعِلَ به وبرئيسه السابق د. نعمان جمعة حين قرر عام 2005بث حملة الحزب الرئاسية الشهيرة ( اتخنقنا ) فجاءته الرسالة " ايه يا نعمان ما اتفقناش على كده " ثم تم حرق الوفد بمن فيه وأُخرِجَ نعمان جمعة وجَيءَ بأباظة ثم دارت الأيام وجاء السيد البدوي ومن يدري ماذا يخبئ القدر؟

تلفزيون تامر هو المخلب الذي تستخدمه السلطات للتنكيل بالمعارضة أدبيا ومعنويا ولم يبق إلا التنكيل جسديا من خلال فتح سجون سرية لتأديب المشاهدين الرافضين لهذا النهج المتخلف في ادارة أملاك الشعب واعلامه.

آخر ابداعات تلفزيون تامر هو الحرب على المواقع الالكترونية بحجة انها تفسد الشباب وتدعوهم للتظاهر وعلى الفضائيات الدينية بحجة أنها تبث التطرف والفتنة ، وبداية الحرب على الصحف المستقلة وربما يعلن تامر بيانه الأخير في الحرب على الشعب المصري خصوصا وأنه ارتدى الزي العسكري في لقائه الذي اذيع من مدينة السويس الباسلة والتي نسيها الاعلام المصري على مدار ثلاثة عقود ونيف وتذكرها تامر بالزي العسكري رغم أننا في مرحلة السلام !

تفتكر عزيزي القاريء ما هو سر البدلة الميري التي كان يرتديها الأخ " تامر "

آخر السطر

بامكانك ارسال الاجابة على السؤال السابق على تلفزيون " تامر " وربما تحصل على هدية قيمة مقدمة من المجمع الانتخابي للحزب الوطني والهدية عبارة عن مقعد مجاني في برلمان 2010 ... مبروك المقعد يا تامر !