السبت، ١٩ فبراير ٢٠١١

مذكرات ثورة الغضب - القرضاوي يخطب في ميدان التحرير

سجل يا تاريخ
                                القرضاوي خطيبا  في ميدان التحرير




يا الهي .. ما هذا الذي أرى !
 أحقا ما أرى !
 هل هذا هو الشيخ العلامة القرضاوي يعود الى مصر خطيبا
بعد أن خرج منها طريدا شريدا
سبحان من  بيده الملك
كنت أسمع عن ايقافه في مطار القاهرة دخولا وخروجا
 وسمعته بل شاهدته يتحدث الى منى الشاذلي
شاكيا قسوة أهل بلده عليه وهو من هو !
عاد القرضاوي وكأن مصر تفتح له ذراعيها
 تحتضن ابنا بارا من ابنائها 
 عالما جليلا لطالما كان عنوانا للوسطية
القرضاوي في ميدان التحرير

 سجل يا تاريخ
أن القرضاوي وقف خطيبا في المسلمين والمسيحيين
 وطالب الجميع بسجدة شكر على نعمة النصر والتحرير

سجل يا تاريخ
أن القرضاوي قدم خطبة تاريخية رائعة وستظل محفورة في ذاكرة العرب جميعا والمسلمين

سجل يا تاريخ
أن ناشد القوات المسلحة أن تفتح معابر غزة أمام المحاصرين
 وأنه طالب الثوار ان يحرسوا ثورتهم المجيدة
من قلب ميدان التحرير كان المشهد ذو دلالة لا تخفى على أحد 
فمصر التي قالوا عنها أنها طائفية 
 هاهي تثبت مرة أخرى أنها مصرية لكل المصريين 

سجل يا تاريخ
أننا شاهدنا القساوسة يدا بيد مع علماء الأزهر 
 في مشهد حقيقي غير مفبرك 
 فلا القس كان مجبرا أن يأتي 
 ولا عالم الأزهر اضطر للحضور 
 كلهم جاءوا رغبة في اظهار معدن هذا الشعب الأصيل 
صلى المسيحيون صلاتهم 
 وأنشدوا اناشيدهم 
ثم صلى المسلمون جمعتهم 
ثم عاد الجميع الى مصريتهم 
 فأنشدوا بلادي بلادي لك حبي وفؤادي 

سجل يا تاريخ 
أن الجمعة 18 فبراير 2011 
هي حدث فريد ربما لا يتكرر مرة ثانية في مصر 
ولكن قد يتكرر في دول أخرى حيث يعود للاسلام مجده 
 ويعود للأوطان عزها ومفخرها وتاريخها 
 الذي سلب منها ونسب الى قلة لا تاريخ لها 

سجل يا تاريخ
أن ملايين البشر
 احتشدت في ميدان التحرير
وكما حضرت انصرفت
 ما هذا التنظيم
ما هذا الشعب
ما هذه الحضارة
 من أين استدعيتم كل هذه القيم والمعاني
أيها الشباب

سجل يا تاريخ
 أن هذا الشعب قد بدأ مسيرته
 ولن يوقفه أحد
وهو يشق طريقه نحو المجد

سجل يا تاريخ 
أنني تمنيت لو خطب الشيخ خطبته في الجامع الأزهر 
ثم انتقل الى التحرير مهنئا 
 فالأزهر يحتاج الى القرضاوي 
 قدر حاجة الأمة الى الاثنين 
لو كان الأزهر حاضرا
لو كان الشيخ الطيب ( شيخ الأزهر) ملبيا
 لو كان البابا شنودة موجودا
لكنهما حرما نفسيهما من شرف عظيم
وربما حرما لأنهما لم يقدرا الثورة حق التقدير
 هذا أمر سيحكم به التاريخ
يوما ما .. سنعرف من كان على يمين الثوار ومن
خان ضمير الأمة


حمزة