الخميس، ١٠ فبراير ٢٠١١

مذكرات ثورة الغضب


مقال لم ينشر -في اليوم السابع - حتى اليوم 

الشعب يريد " اسكات "جنرالات الإعلام !

د. حمزة زوبع



أوشك الرئيس مبارك على الرحيل بفعل الثورة وبفعل إرادة الشباب ، ورحل عز وهلال وشهاب ورشيد وجرانة والمغربي والشريف وجمال مبارك ... وحده بقي أنس الفقي وجهاز تلفزيونه ومعه أركان حربه الجنرال أسامة الشيخ وقادة أفرع التثديم الإعلامي  من مقدمي نشرات أو بيانات أو حوارات مثل  خيري رمضان وتامر أمين كعنوان رئيسي على بقاء النظام وإن رحلت بعض رموزه ...
الرئيس تنازل !!! وقرر عدم الترشح ، وتنازل وعين نائبا !!! وتنازل وعين وزارة طرد منها رجال الأعمال وتلفزيون الفقي وتامر وخيري لا يزالون يصرون على تقديم نفس الوجبة المسمومة والمشمومة التي اعتادوا عليها على مدار السنين الماضية .. نفس الطريقة ونفس الاستعلاء ونفس العبارات ونفس الضيوف ونفس الموسيقا ونفس الديكور.. حتى أنني صرخت هاتقا ( الشعب يريد اسكات التلفزيون )
اسكتوا هؤلاء الببغاوات الذين يتشدقون بالحرية وهم أسوأ من عرفتهم البشرية من ديكتاتوريات وإن لم يكونوا في سدة الحكم ، اسكتوا هؤلاء الذين يريدون بيع " دم " الشهداء والجرحي ببعض التنازلات الرخيصة ... 

اسكتوهم أو اسألوهم أن يفتحوا ملفات فساد الوزراء الذين كانوا ضيوفا عليهم بل كانوا يشعروننا بأنهم اصدقاء ( انتيم ) حتى أن بعضهم قال لوزير مخلوع ذات مرة " معلش معالي الوزير احنا بنضحك بس عندي أسئلة محرجة ؟؟هاهاأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ

وزراء السلطة أو وزراء لجنة السياسات كانوا ضيوفا شبه دائمين على برنامج ( مصر النهاردة ) من سيحاسب تامر وخيري على كم الفساد الذي تم تسويقه ، ولماذا ندفع لهؤلاء رواتب خيالية ليبيعوا لنا الوهم والكذب والخداع ألم يكونوا شركاء مع الحزب وأمن الدولة فيما وصلت اليه الأمور ... هؤلاء يجب أن يحاكموا قبل خلع السيد الرئيس !

عيب  في حق مصر الثورة والتي نالت إعجاب العالم ثم يأتي هؤلاء ليشوهوها ويشوهونا بأفكارهم وبرامجهم وحواراتهم وضيوفهم الذين عفا عليهم الزمن ، هذا ليس اعلام وقد كتبت قبل ذلك وللأسف حجبت بعض المقالات لأن البعض كان يتصور أنها ( شديدة حبتين ) خصوصا على الأخوة في برنامج " مصر النهاردة " 

طبعا من الممكن والجائز أن يستضيف الأخ خيري أو الأستاذ تامر أحد المعارضين ليثبت لنا أن أجواء التغيير قد بدأت ، هذا ليس كافيا لأن تامر وخيري ظلوا لعقد كامل يحرمون المعارضة الحقيقية من الظهور بل يسخرون منها صبح مساء ، واليوم يمكن أن ينفتحوا عليها ومطلوب منا أن نصدق أنهم تغيروا وأصبحوا فجأة ديمقراطيين ومنفتحين على الطرف الآخر ... 





كنت أتوقع من جنرالات التلفزيون أن يستقيلوا واستبشرت خيرا لما سمعت خبر استقالة اللامع  محمود سعد وفرحت حين سرت شائعة استقالة أسامة الشيخ ولكن كالعادة خاب ظني فيهم جميعا ويبدو أن الكراسي أهم من الأوطان وأن كرامة الشعوب لا تساوي شيئا عند هؤلاء  ....
ولأنهم لم يستقيلوا طواعية فأعتقد أنهم سوق يضطرون إلى ذلك اضطرارا وربما يسمعون مع صرخات المتظاهرين في ميدان التحرير من يهتف فيهم قائلا " الشعب يريد اسكات جنرالات الإعلام "

آخر السطر
فيه ناس بتفهم
وناس لا مؤاخذة فهمها تقيل
وفيه ناس بتسمع
 وناس ودنها من طين
وفيه ناس تحسبها ملايكة
وهي على الأرض ماشية
ولما تركب الكرسي
يصبحوا ملاعين .. وعجبي

مذكرات ثورة الغضب


انقلاب الجيش على الرئيس ( الهارب ) ... كيف نفهم ما حدث

المجلس الأعلى للقوات المسلحة يصدر البيان الأول



قبيل دقائق اعلن التلفزيون المصري أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد انعقد ولا يزال في حالة انعقاد ةذلك بعد ان قام حسام بدراوي أمين عام الحزب الوطني عبر السي ان ان – أن مبارك قد يرحل في غضون ساعات كما صرح احمد شفيق رئيس الوزراء أن هذا الأمر بات ممكنا .

الصور التي نقلها التلفزيون المصري تظهر غياب الرئيس عن اجتماع المجلس الأعلى وهو ما يعني أن مبارك لم يعد موجودا وأن طنطاوي الذي رأس الاجتماع هو القائد الاعلى الفعلي للقوات المسلحة .

نقطة أخرى مهمة وهي أن المتحدث باسم المجلس الأعلى ذكر عبارة ( الحفاظ على طموحات ومكتسبات الشعب )
أيضا جاء البيان معنونا بعبارة ( البيان الأول ) بمعنى أن المجلس سيصدر بيانات أخرى تؤكد سيطرته على الوضع وان بيانات أخرى سيكون من شأنها توضيح علاقة الجيش بالوضع الراهن .

نقطة ثالثة وهي غياب اي معلومات او بيانات صادرة عن الرئيس او نائبه تجاه ما يحدث وتحديدا تجاه انعقاد المجلس الأعلى للقوات المسلحة .

المشهد الراهن ينبيء بما يلي :

  1. استيلاء او استلام الجيش على السلطة
  2. غياب الرئيس عن المشهد السياسي الى الأبد
  3. انتصار ارادة الشعب في ابعاد مبارك

السيناريوهات المحتملة

  1. تجميد العمل السياسي لفترة محددة لحين استتباب الأمن وعودة الحياة الطبيعية
  2. دعوة القوات المسلحة لكافة الاطراف للحوار حول مستقبل مصر – قد تكون مشروطة بوقف المظاهرات
  3. فرض الاحكام العرفية وهو ما يعني عمليا وقف أي نشاط سياسي - احتمال حدوث مواجهات متفرقة في بعض الأماكن لمنع سيطرة المتظاهرين على الوضع
  4. استمرار الجيش في الامساك بزمام الأمور لفترة غير محددة للضغط على الاطراف السياسية 
  5.  الاعلان عن تشكيل مجلس رئاسي مؤقت وحكومة تصريف أعمال لحين اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية 
 سؤال بلا اجابة 
ما هو مصير عمر سليمان ! 

مذكرات ثورة الغضب

                تطور جديد في ثورة الشباب واستقالة عصفور


في تطور نوعي  قام الثوار بخطة جديدة لمحاصرة النظام بدلا من أن يحاصرهم في ميدان التحرير وميادين المدن الكبرى في عواصم المحافظات المختلفة ، حيث قام ثوار التحرير بمحاصرة مباني المؤسسات الكبرى وسط العاصمة وهي مجالس الشعب والشورى ومجلس الوزراء وهو تحرك أربك النظام ودفع برئيس مجلس الوزراء الى نقل اجتماعات المجلس الى مكان آخر هو مقر وزارة الطيران المدني - حيث كان رئيس الوزراء يشغل منصبه قبل توليه عهدة رئاسة الوزراء .


هذا التطور جاء يوم الأربعاء 9فبراير في مفاجأة نوعية بعد أن وصل عدد المتظاهرين الى المليون ونصف على مدار يومين متتاليين وهو ما يعني أن عملية الحشد لدعم الثورة مستمرة على عدة مستويات جماهيرية .

اللافت للنظر أن فنانين واعلاميين لهم وزنهم في الحقل الاعلامي حاولوا الانضمام لشباب الثورة ولكنهم ووجهوا بعاصفة من الرفض بل والضرب كما حدث مع الفنان الشاب ( تامر حسني - الهارب من الخدمة العسكرية ) والذي بكى وأعرب عن أسفه لدعم الرئيس وقال إنه كانت تأتيه التعليمات العليا باتخاذ هذا الموقف وهو ماقام به عن جهل .


أما عمرو أديب فقد حاول ركوب الموجة ولكن يبدو أن المتظاهرين والشعب عموما أدرك الدور المزدوج الذي يقوم به لذا قاموا بطرده وإن أنكر ذلك لكن شهود عيان من الميدان أكدوا لنا صحة ذلك .



في الوقت نفسه استقال جابر عصفور أحد أكبر الداعمين للنظام والناقمين بطبيعته على الاسلاميين ، وتعد استقالته نقلة نوعية حيث اتهمه كثير من المثقفين الأحرار بأن قبوله الوزارة في هذا التوقيت يعني انحيازه للسلطة ضد الشعب - وهذا وإن كان مقبولا في وقت سابق إلآ أنه اليوم يعد جريمة كبرى .




بالطبع فإن عصفور علل استقالته بأسباب صحية بينما الحقيقة أنه وجد نفسه وسط مجموعة من الموظفين الذين يكرههم الشارع ويتجنبهم المثقفون بشكل عام .

هذه الاستقالة ستسبب شرخا كبيرا في أروقة النظام المتهاوي وستساهم في ضعضعة أركانه وتشويه صورته وربما تكتب فصول المشهد الأخير لسقوط النظام .