الأحد، ٦ فبراير ٢٠١١

مذكرات ثورة الغضب

                        حوار الاخوان !



صباح اليوم أعلن الاخوان المسلمون موافقتهم على الحوار مع النظام ، وهو الأمر الذي قد يفهم على أنه تراجع عن موقفهم السابق الذي اشترط الرحيل قبل الحوار .

وقد صرح الدكتور محمد مرسي أحد قيادات الاخوان أنهم في طريقهم للحوار وأن شروطهم معلنة ومعروفة الأمر الذي قد يهدد بنسف الحوار لكن هذا الأمر كما يعتقد بعض المحللين لن يكون أمرا سهلا حيث أن الاخوان المسلمين يدركون جيدا أهمية وخطورة الموقف الراهن ، كما يخشون أن يحدث تغيير في ميزان القوى على أرض الواقع خصوصا في ظل الحملة الاعلامية الشعواء التي ينظمها الاعلام الرسمي والتي استخدم فيها فنانون ونجوم ورياضيون من أجل حض الشباب على ترك المظاهرات والابقاء على الرئيس في مكتبه لحين انتهاء فترة ولايته وهو ما يعد ( رحيلا ) كما قال أحمد سفيق رئيس الوزراء في تصريح للبي بي سي قبل يومين ... 


وعلى الجانب الآخر فإن السلطة ممثلة في نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء في حاجة ماسة الى الحوار مع الاخوان أكثر من غيرهم من التكتلات والجماعات والاحزاب السياسية لما يمثلونه من قوة على أرض الواقع ، فعلى مدار سنين حكم الرئيس مبارك تعرض الاخوان لعديد الضربات الأمنية ومع ذلك حافظ الاخوان على تماسكهم ونجحوا في فرض كلمتهم في الواقع السياسي سواء عبر البرلمان ( 2005) أو من خارجه كما هي الحال اليوم وهذا يعني أن الاخوان لديهم قوة ظاهرة( الانتخابات ) ومخزون بشري استراتيجيى ( ظهر في ميدان التحرير )  يجب التعامل معها بحكمة


حوار الاخوان سيكون صعبا وشاقا وربما تلجأ السلطة الى استخدام التهديد والوعيد والتذكير بأن الاخوان جماعة محظورة وهو ما قد يرد عليه الاخوان بالقول بأن المحظورة كلمة اسقطها التاريخ والمظاهرات والرأي العام وميدان التحرير وأن مرحلة ما بعد 25 يناير هي مرحلة جديدة أثبتت قوة الاخوان وشعبيتهم وضعف الحزب الحاكم وتراجعه بل واتهامه بتخريب الحياة السياسية وافساد الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي وبالتالي فالحظر أولى به الحزب الوطني ومن يمثله !!!! 


في تصوري أن الاخوان خصوصا في أوقات الشدة عادة مايقدمون مصلحة الأوطان على مصلحة الجماعة وهم يقدرون ان المرحلة الحالية تتميز بما يلي : 
  1. الحاجة الى التوحد 
  2. الحاجة الى التفكير الجماعي 
  3.  النظر الى المستقبل 
  4.  عدم القفز على الواقع 
  5. الانفتاح على  الجميع 
  6. الرغبة في الاصلاح
وبالتالي يمكن للسلطة الراهنة أن تقدم براهين أكيدة على صدق توجهاتها وفق جداول زمنية محددة للتنفيذ مع تهميش دور الرئيس مبارك والحزب وبقايا السلطة بحيث لا يكون لها أي تأثير مباشر أو غير مباشر على توجهات التغيير ، وأن يتم الاتفاق على اجراء تغيير دستوري حقيقي يتيح للجميع التعبير عن الرأي ويمنح الوطن والمواطنين القدرة على محاسبة المسئولين ويقلص من صلاحيتهم ويفصل بحدود فاصلة بين السلطات ويمنع منعا باتا التداخل بين الأحزاب ومؤسسات الدولة ويعيد هيكلة شكل السلطة بحيث تصبح برلمانية وليست رئاسية ويمنح الشباب فرصة أكبر ومساحة أوسع للعمل السياسي في عدة مجالات منها الطلابي والنقابي وغيرها . 


وأتصور أن تعهدا من الاخوان بتأكيد التزامهم السابق بالدولة المدنية وبعدم الانفراد بالسلطة متى اتيح لهم ذلك - خصوصا في الوقت الراهن -  سيكون مطلبا ملحا ، كما أنهم تعهدوا بألا يكون لهم مرشح للرئاسة ، كل هذا سيعطي للحوار دفعة قوية وايجابية يحتاجها الوطن ... وهذا لا يعني بحال أن يترك الشباب ميدان التحرير قبل أن يطمأنوا أن الاحزاب والتيارات قد عبرت عن مطالبهم وأنهم باتوا أكثر ارتياحا للمستجدات على أرض الواقع ...  


حمزة





مذكرات ثورة الغضب

                                جمعة الرحيل !!



من جمعة الغضب الى جمعة الرحيل الى أحد الشهداء تمر قافلة الثورة غير عابئة بما يدبره لها فريق السلطة واعلامها الفاسد . 


هذه الجمعة - جمعة الرحيل توقع لها بقايا النظام أن تكون أقل عددا وأضعف حشدا فإذا بالشباب يأتون الى ميدان الحرية من كل فج عميق ليشهدوا على شعب مصر وعنه عرس الثورة التي لن تسرق ولن تموت ... 


في جمعة الرحيل رفعت اللافتات الواضحة - ارحل - ولكن يبدو أن صاحبنا لا يجيد قراءة الكلمة فقال له الشباب 

                                            ارحل يعني امشي ... انت ما بتفهمشي ! 



حسب تصريح خاص للمدونة - صرح أحد قيادات ثورة الشباب في ميدان التحرير -قائلا : في كل مرة ندعو الشعب لمساندتنا لا نتوقع تلك الأعداد الغفيرة ولكن الشعب يفاجئنا مفاجأة كبرى ويقدم لنا مئات الألوف ... 


في جمعة الرحيل غاب البلطجية بعد أن تدخلت القوى العظمى وهددت النظام ... وبعد أن وصلت رائحة البلطجة الى كل بين وشعر الناس بأن ابناءهم في خطر فضغطوا بدورهم على النظام عبر مزيد من التدافع نحو الميدان ... 


قبل جمعة الرحيل اعلن نائب رئيس الدولة لكريستيان أمانبور من محطة ABC أنهم لن يطلقوا النار على المتظاهرين ، كما أمر أحمد سفيق رئيس الوزراء بتقليم أظافر بلطجية الحزب وهو ما حدث بتجميد ارصدة قادة الحزب الكبار ومنعهم من السفر ... 

الشباب في الميدان والحوار مستمر في الغرفات المغلقة والبحث عن مخرج للثورة أو بمعنى آخر احتوائها لا يزال قيد البحث ... فالثورة لو انجزت وخرج مبارك فسيكون العالم العربي مختلفا عن ذي قبل ... 

تقول الفنانة المصرية ( بسمة ) في حديث لبي بي سي  أن ما شاهدته في ميدان التحرير شيء عظيم فقد ذابت الطبقات وسمعت أرق  الكلمات  ولم يعاكسني أحد ، الكل متعاطف ، الكل متعاون ، سمعت كلمات غابت عن الواقع مثل آسف ، واتفضلي وهي لغة كنا قد فقدناها


جمعة الرحيل ، ليسن فقط ايذان برحيل نظام مبارك ، بل برحيل ثقافة عفنة عششت في واقعنا ووصمتنا بالتخلف والتراجع والهمجية وآن لها أن تتغير ....